إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يقول إن العدالة شرطٌ مسبقٌ لحل النزاع

يوم 22/10/2016، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس حضرة ميرزا مسرور أحمد الخطاب الرئيس في منتدى السلام الوطني الأول الذي استضافته الجماعة الإسلامية الأحمدية في كندا.



وقد عقد هذا الحدث في مسجد بيت الإسلام في قرية السلام، في فون، مع جمهور من أكثر من 600 شخص، منهم مسؤولون حكوميون، بما في ذلك رئيس بلدية فون السيد ماوريتسيو بيفيلاكوا، وعضوة مجلس النواب ديب شولت، وعضوة مجلس المدينة مارلين لافريت.



وخلال كلمته الرئيسية، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد إن الجماعة الإسلامية الأحمدية جماعة إسلامية سلمية تماما لأنها تتبع تعاليم الإسلام الحقيقية. وبالتالي لا ينبغي اعتبارها طائفة "ليبرالية" أو "إصلاحية".

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"صحيح تماما أننا نحن المسلمين الأحمديين محبون للسلام ونسعى لبناء جسور المحبة والأمل بين الطوائف والجماعات الدينية المختلفة. ولكن هذا ليس لأننا انحرفنا عن الإسلام أو حدثناه بأي شكل من الأشكال، بل لأننا نتبع تعاليم الإسلام الأصيلة. ".



وأشار حضرته إلى قول النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، في أن على المسلم أن يحب لغيره ما يحبه لنفسه. وقال حضرته إن هذا المبدأ قد وضع الأساس للسلام، ولزامٌ على المسلمين العمل بموجبه.



قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"هل طموحنا أن نغرق في الفقر، ونبيت جوعى كل ليلة؟ هل نريد لأبنائنا أن يعانوا من اعتلال الصحة، أو أن يكونوا غير متعلمين، أو أن يوضعوا في المخاطر؟ بالطبع لا يمكن لأي شخص طبيعي أن يأمل أي من هذه الأشياء. وبالتالي كمسلمين علينا السعي لتحقيق الرخاء ليس لأنفسنا فحسب وإنما للآخرين أيضًا ".



وقال حضرته إن الصراعات تنشأ بين الشعوب والدول من وقت لآخر، ولكن بدلا من إعطاء الأولوية للمصلحة الذاتية، يجب حلها بانتهاج العدل والإنصاف.
وأشار الخليفة إلى الآية 136 من سورة النساء من القرآن الكريم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ " التي تتطلب من المسلم أن يكون على استعداد للإدلاء بشهادته ضد نفسه، أو والديه أو أحبائه من أجل إقامة العدالة.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"الإسلام يعلمنا أن ولاء المسلم الأول يجب أن يكون دائما للحقيقة، وهكذا على المرء أن لا يخفي أبدا الحقائق أو أن يدلي بشهادة كاذبة. ويجب أن لا يخضع لرغباته الشخصية لأن هذا يؤدي إلى التحيز والتحامل ويبعد الإنسان عن كل ما هو عادل وصحيح. هذا المبدأ المستنير هو السبيل لحل مشاكل العالم وتحويل كافة أشكال الكراهية إلى السلام والتسامح والاحترام المتبادل. ".



وقال حضرته إن المسلمين في الحقيقة قد أمروا بما هو أبعد من مستوى اعتماد العدالة. يقول القرآن الكريم إن على المسلم " إيتاء ذي القربى ".

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد شارحًا هذا التعليم:
" أي على المسلم معاملة الآخرين كما يعامل المقربين من أفراد أسرته وأحبائه. وهذا يعني أن عليه أن يقدم التعاطف والرحمة للآخرين ويكون على استعداد لخدمتهم دون أي مقابل، تمامًا كما تخدم الأم وتربي طفلها بإيثار دون أن تنتظر منه أي أجر أو تعويض.".

وفي الإشارة الى معاملة أسرى الحرب، قال حضرته إنه في العالم الحديث يُحتجز السجناء في ظروف غير إنسانية وقلّما يتم اللجوء إلى العدالة أو الحرية، وتعاليم الإسلام على النقيض تماما، فروى حضرته مثال غزوة بدر حيث شن المكيون من غير المسلمين حربًا ضد الإسلام. وانتصر المسلمون وأصدر النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) تعليماته أن يقوم أسرى الحرب ممن يستطيع القراءة والكتابة بتعليم الأميين من المسلمين وكان ذلك وسيلة لتحريرهم.


قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لقد كان ذلك مثالا غير مسبوق كيف أنه من بين حالة الحرب والصراع المرير، يمكن استرجاع بعض الخير في نهاية المطاف. أولئك الذين بأنفسهم لم يظهروا أي رحمة نحو المسلمين عوملوا بالرحمة والرأفة وتمت الاستفادة منهم كمعلمين. ".

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
" يظهر هذا المثال جانبين جميلين لشخصية النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). فمن ناحية لم يكن منتقمًا ولا عنيفًا مع أولئك الذين اضطهدوه وأتباعه. وثانيا قد ثبُتَ كيف كان يقدّر عاليا التعليم والتعلم. لقد رغب أن يسير الناس نحو الأفضل والتقدم في جميع مجالات حياتهم وكان التعليم مفتاح ذلك. ".

وقال حضرته مسلطًا الضوء على التعليم القرآني في تحريم النظر بحسد على ثروات الآخرين، إن تجاهل هذا المبدأ قد أدى إلى أن يتعرض السلام في العالم للتقويض مرارا وتكرارا.


قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"تتجاهل بعض الحكومات تماما انتهاكات حقوق الإنسان التي تجري في بلدان ترغب بالحصول على نفطها ومواردها الطبيعية ولكن أفراد الجمهور ليسوا صمٌ أو عميٌ أو أغبياء ويمكنهم رؤية أن هذه السياسات لا تقوم على العدالة وبالطبع فهذا يؤدي إلى الإحباط والغضب.".

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد:
" على الدول أن تكون عادلة في تعاملاتها، وينبغي ألا تحكمها مصالحها الذاتية الضيقة بل ما هو حق وما هو عدل وما يصب في مصلحة العالم بأسره."

وفي ختام كلمته، حذر حضرته من احتمال وقوع حرب عالمية ثالثة وشيكة.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
" نحن نتجه بجنون نحو حرب عالمية كارثية ومدمرة وإن عواقب مثل هذه الحرب لا تحتمل التفكير. فالبؤس المرعب والدمار قد يستمران لأجيال قادمة، لذا لا يمكننا سوى أن نأمل وندعو فقط أن يمنح الله عز وجل الحكمة والعقل للبشرية.".

وقبل الخطاب الرئيس، تحدث العديد من الشخصيات البارزة حول أهمية السلام وجهود الجماعة الإسلامية الأحمدية.



قال لال خان مالك، أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في كندا:
"تنعقد هذه الندوة من أجل تعزيز فهم أعمق للإسلام ولتكون مصدر إلهام لتضافر الجهود من أجل السلام الدائم، نتشرف بإطلاق أول منتدى وطني للسلام اليوم، حيث سيلقي الكلمة الرئيسية حضرة ميرزا مسرور أحمد، إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية. ".

وقال ماوريتسيو بيفيلاكوا عمدة مدينة فون:
"عندما أفكر بكم، حضرة الخليفة، أفكر في رسالتكم الرائعة؛ رسالة السلام والمحبة والرحمة، وأيضا بأمر يحتاجه العالم بقوة والذي هو الحوار والوئام بين الأديان".


وقالت النائبة ديب شولت:
" أود أن أشكر جزيلا حضرة الخليفة لتخصيصه الوقت للحضور إلى مبنى البرلمان (في 17 أكتوبر/ تشرين الأول). لقد ألقى خطابا رائعا بالطبع مع رسالة "الحب للجميع ولا كراهية أحد"، مع التركيز على التسامح الديني في جميع أنحاء العالم. كما ضمنها عدة اقتراحات بشأن الاتجاه السياسي الذي علينا اتخاذه، نقدّر كثيرا تخصيصه وقتًا ليفيدنا من حكمته. ".

وقدمت عضوة مجلس المدينة، مارلين لافريت هدية لحضرة الخليفة بمناسبة الذكرى الــ50 لتأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في كندا، وقالت:
" يعرف معظم الناس أنني ربما أكثر المتحمسين ‏والمؤيدين لهذه الجماعة.. الجماعة التي تتحدث عن الحب وتتحدث عن التسامح وعن رد الجميل للمجتمع، وهذا أمر فريد من نوعه".


وبعد الانتهاء من إجراءات الحدث، التقى حضرة الخليفة شخصيا بعشرات الضيوف وكبار الشخصيات.
 

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ 10-12-2021

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ  10-12-2021

مشاهدة الخطبة

الأخبار
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي خطبة عيد الفطر من إسلام أباد
أمير المؤمنين أيده الله يُهيب بالأحمديين أن يدعوا للشعب الفلسطيني المظلوم وأسرى الجماعة في اليمن
100 عام على وجود الجماعة الإسلامية الأحمدية في غانا:اختتام الجلسة السنوية التاريخية في غانا لعام 2024 بخطاب ملهم للإيمان
وفد من خدام الأحمدية من ولاية كونيتيكت في الولايات المتحدة الأمريكية يتشرف بلقاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
اختتام جلسة قاديان السنوية لعام 2023 بخطاب ملهم للإيمان
أنصار الله من فرنسا يتشرفون بلقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يحذر من أن الحرب العالمية تلوح في الأفق
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يدعو إلى وقف التصعيد في الحرب الفلسطينية الإسرائيلية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي الخطاب الختامي في الاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة
الاشتراك في القائمة البريدية

انضموا للقائمة البريدية واطلعوا على كل ما هو جديد في الموقع.