"إن القرآن الكريم وحده من يهدي الهداية الصحيحة. وهذا الطريق هو الذي يرشد إلى إيثار الدين على الدنيا." - حضرة ميرزا مسرور أحمد

في 01/09/2023، بدأت الجلسة السنوية السابعة والأربعون للجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا بخطبة الجمعة التي ألقاها إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد.

وقبل الخطبة، رفع حضرته لواء الجماعة الإسلامية الأحمدية مفتتحًا الحدث رسميًا، كما تم رفع العلم الوطني الألماني أيضًا.

بدأ حضرة ميرزا مسرور أحمد خطبة الجمعة بالإشارة إلى أنه لأول مرة منذ أربع سنوات، منذ ظهور جائحة كوفيد-19، تُعقد الجلسة السنوية على نطاق واسع كما كانت قبل الوباء.

وأكد حضرته أن هذا العام يصادف مرور 100 عام على تأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا، وطوال الخطبة، أوضح المسؤوليات التي تقع على عاتق المسلمين الأحمديين لخدمة الإسلام.

وقال حضرته إن العديد من المسلمين الأحمديين يعبرون عن فرحهم بحقيقة أن هذه هي السنة المئوية لتأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا. ومن المؤكد أن من دواعي الفرح أنه منذ مائة عام قد وصلت رسالة المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) إلى هذه البلاد، ولكن أضاف حضرته أن من المهم أيضًا أن نتساءل "ماذا حققنا في هذا الوقت وكيف؟ وإلى أي مدى حافظنا على إيماننا؟.

وذكّر حضرته الحاضرين بالبدايات المتواضعة للجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا وكيف جاء عدد كبير من المسلمين الأحمديين إلى البلاد سعيًا وراء الحرية الدينية.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

" عندما تأسست الجماعة هنا كان عدد الأحمديين لا يربو على بضعة أشخاص. ثم تغيّرت الظروف في باكستان وفي العالم، فجاء إلى هذا البلد كثير من الأحمديين وسكنوه. لقد جاؤوا إلى هنا لأنه قد فُرضت في بلادهم قيود على عملهم بتعليم الله ورسوله وإظهار ذلك التعليم علنًا. فما داموا قد نالوا الحرية الدينية هنا ليعملوا بدينهم بحرية كاملة فعليهم أن يسعوا جاهدين لخلق التغييرات الحسنة في أنفسهم والثبات عليها كما توقع المسيح الموعود (عليه السلام) من جماعته"

وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

"ولكن هل قمنا بذلك السعي؟ هل سعينا جاهدين لتحسين حالتنا الروحانية ولربط أولادنا بالدين لنكون من المخلصين كما أراد المسيح الموعود عليه السلام؟ وإذا فعلنا، فهذا هو الشكر الحقيقي الذي نقوم به على مرور مئة سنة وهذا ما يُتوقَّع من كل أحمدي، وإلا فلا فائدة من إبداء الفرح والسعادة كعادة وتقليد دنيوي على مرور مئة عام."

وخلال كلمته، تناول حضرة ميرزا مسرور أحمد الأحداث الأخيرة لحرق القرآن الكريم في بعض الدول الأوروبية وسلط الضوء على بعض الأسباب الجذرية لظهور مثل هذه الأعمال البغيضة.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"لماذا تشجع غير المسلمين على حرق القرآن؟ لأننا تركنا العمل بتعليمه فتشجعوا على حرقه وهكذا صرنا نحن المسلمين أيضا مذنبين".

وشدد حضرة ميرزا مسرور أحمد على أهمية الاسترشاد بالقرآن الكريم لتحسين حياة الإنسان وتطوره الروحي، حيث قال:

"لا بد من الاسترشاد بالقرآن الكريم للحصول على العلم الديني، والقرآن الكريم وحده الذي يهدي الهداية الصحيحة. وهذا الطريق هو الذي يرشد إلى إيثار الدين على الدنيا. فعلينا أن نحاسب أنفسنا كم منا يقرأ القرآن الكريم بتدبر ويحاول العمل به؟."

وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

"كثير من الأحمديين يسألون أسئلة كثيرة، ولو أنهم قرأوا القرآن الكريم بتدبر لوجدوا الجواب على أسئلتهم من القرآن نفسه. عندما نتكلم في شتى المناسبات هنا على ضوء القرآن الكريم فإن الحضور يعجبون بكلامنا ويعترفون بمحاسن الإسلام. لذا فمن واجب كل أحمدي أن يستخدم القرآن الكريم بثقة كاملة. إذا كان القرآن الكريم هاديا لنا في مجال التربية فإنه سلاح ماض فيما يتعلق بالرد على مطاعن الأغيار".

وخلال خطبة الجمعة، ذكر حضرة ميرزا مسرور أحمد أهمية طلب المعرفة الدينية من أجل زيادة روحانية الفرد وقال إن القيام بذلك من شأنه أن يجعلنا "نزداد إيمانًا بوجود الله تعالى وبصدق الإسلام والأحمدية أيضا."

وفي نهاية الخطبة، ذكر حضرته أن أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا قد سأله عن الهدف الذي يجب أن تضعه الجماعة الإسلامية الأحمدية في ألمانيا نصب عينيها في القرن القادم.

فقال إن عليهم أن يحاولوا تحقيق الأهداف الأخلاقية والروحية التي حددها المسيح الموعود (عليه السلام) وطرح العديد من الأسئلة التي يجب عليهم التفكير فيها.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"هل طوّرنا علاقة وطيدة مع الله تعالى؟ هل بلَغنا المستوى العالي في صلواتنا؟ هل نترك الأعمال الدنيوية في أوقات الصلاة ونحضر للصلاة أم نركز على بناء المساجد فقط؟ هل نواظب على تلاوة القرآن الكريم؟ هل نسعى لمعرفة الأوامر القرآنية والعمل بها؟ هل نسعى جاهدين لربط أطفالنا بالدين؟ هل نهتم فقط بتربية أطفالنا الدنيوية أم نهتم بدينهم أيضًا؟ وهل بلغت أخلاقنا الرفيعة في علاقات بعضنا بعضًا المستوى الذي يكون نموذج "رحماء بينهم"؟ هل نظهر نموذج الأخلاق الرفيعة للآخرين لنجعلهم يدركون تعاليم الإسلام الجميلة أم أننا فقط نريهم الأخلاق الرفيعة لنظهر أننا أناس مسالمون؟"

وشدد حضرته على أن على المسلمين الأحمديين مشاركة رسالة الإسلام مع غير المسلمين، ويجب عليهم التأكد من أن الناس من حولهم على دراية بتعاليمه السلمية الحقيقية، ويجب تقديم الأمثلة الأخلاقية الممتازة كوسيلة لنشر تعاليم الإسلام السلمية.

وفي معرض حديثه عن ضرورة وضع هدفٍ لأنفسهم للقرن القادم، قال حضرته إن عليهم التركيز على تحقيق المعايير الأخلاقية والروحية العالية التي حددها في خطبته وفقًا لتعاليم المسيح الموعود (عليه السلام).

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"إن هدف القرن القادم هو خطة العمل القصيرة هذه التي ذكرتُها في ضوء كلمات المسيح الموعود عليه السلام. لقد نهضنا بدعوى أننا سنكسب قلوب العالم، وسنجعل هذه الدنيا مؤمنة بوحدانية الله تعالى، وسنجعلها تابعة للنبي الكريم ﷺ. ولذلك ينبغي على كل منا أن يفحص نفسه"

وأنهى حضرته خطبة الجمعة بالتأكيد مرة أخرى على ضرورة إيثار الدين على الدنيا، حيث قال:

"ينبغي للجماعة الأحمدية في ألمانيا أن تدخل القرن الجديد بعزم جديد أنهم سيسعون جاهدين لتحقيق هذا الهدف من خلال إيثار الدين على الدنيا، ويستمرون في تقديم هذه النصيحة لأولادهم وأجيالهم، وسيربّونهم بطريقة تنتقل بها صحوة الارتباط بالله تعالى من جيل إلى آخر. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لهذا.

وبعد صلاة الجمعة، أطلق حضرته أيضًا موقع Muhammad.de الذي طوره مجلس خدام الأحمدية بألمانيا حول حياة النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم).