انعقاد حفل تخرج مشترك لدفعة من طلاب الجامعات الأحمدية
"يجب أن تكون سعة الصدر لديكم أكبر بكثير من الآخرين"
انعقاد حفل تخرج دفعة من طلاب الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة وألمانيا وغانا وكندا في حفل مشترك
"احرصوا على إنشاء صلة قوية بالله تعالى" - حضرة ميرزا مسرور أحمد
يسرّ الجماعة الإسلامية الأحمدية أن تعلن عن انعقاد حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة وكندا وألمانيا وغانا، وذلك في 04/05/2025، في مقرّ الجامعة في هازليمير، مقاطعة سَري في بريطانيا.
ترأس إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، الحفل وألقى الكلمة الرئيسة.
هذا العام، تسلّم 18 خريجًا من الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة، و14 خريجًا من الجامعة الأحمدية في كندا، و16 خريجًا من الجامعة الأحمدية في ألمانيا، شهادات "درجة شاهد" من قبل حضرة الخليفة ميرزا مسرور أحمد، وبذلك سُجِّلوا رسميًا دعاة للجماعة الإسلامية الأحمدية.
كما تشرف 24 خريجًا من الجامعة الأحمدية الدولية في غانا بالانضمام افتراضيًا للحدث.
بعد تسليم الشهادات، ألقى حضرة ميرزا مسرور أحمد كلمةً مُلهمة للإيمان، أكّد فيها على أهمية مواصلة السعي وراء المعرفة وللوفاء بعهد الوقف من أجل نشر الإسلام بصورة سلمية.
في مستهل كلمته، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"هذه أمنيات آبائكم وأمهاتكم وأمنيات إدارةِ هذه الجامعات، وكذلك هي أمنية خليفة الوقت أيضا، أي أن يكون هؤلاء المتخرجون من الجامعة من الذين ينشرون الإسلام حقا، ويقدمون في ميدان العمل دورهم كاملا لتربية أبناء الجماعة حقا. فعلى كل متخرج منكم أن يفكر في هذا الأمر ويتدبره.
فكِّروا ما إذا كنتم تجدون أنفسكم مستعدين حقًا لخدمة الجماعة؟ فكِّروا ما إذا كنتم قد تزودتم لنشر رسالة الإسلام في العالم بالعلم و المعرفة تزودا كاملا، أو أنكم تتزودون بهما وعقدتم العزم الصميم على ذلك مستقبلا؟ وما إذا كنتم تسعون للاضطلاع بعلوم القرآن الكريم والحديث الشريف وكتب المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، أو تعاهدون على السعي لذلك مستقبلا، من أجل العمل في ميدان التربية."
ثم أوضح حضرته أن السنوات السبع في الجامعة لا تُقدم إلا الأساسيات، وأن المعرفة قد تتلاشى دون دراسة مُستمرة، مما يُضعف قدرة المرء على إيصال رسالة الإسلام بفعالية.
وذكّر حضرة ميرزا مسرور أحمد الدعاة بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم، قائلاً:
"عليكم أن تعاهدوا اليوم على أن مسؤوليتكم قد تضاعفت كثيرا بعد الحصول على هذه الشهادة، وعلى أنكم لن تُعِدّوا عُدّتكم الآن من أجل اجتياز اختبارين اثنين في السنة فقط، بل صارت كل لحظة من رحلة حياتكم بدءا من الآن اختبارا ، وسوف تعدّون لها عدتكم بشكل مستمر ودائم".
وأكد حضرة ميرزا مسرور أحمد على ضرورة سعي الدعاة إلى الاقتداء بصحابة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وصحابة المسيح الموعود (عليه السلام)، حيث قال:
"عاهِدوا بهذه المناسبة السارة على أننا ونحن ندخل في حياتنا العملية اليوم سوف نسعى من اليوم فصاعدا لإحداث انقلاب غير مسبوق في أنفسنا، فمن اليوم فصاعدًا لن تكون أولوياتنا ولا رغباتنا دنيوية ومادية أبدا، بل ستكون أوْلويتنا هي السعي للترقي في الروحانية والعلم والمعرفة، وعندها ستكونون يقينا في عداد الذين يسعون لإنجاز مهمة سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام".
وخلال كلمته، لفت حضرة الخليفة انتباه الدعاة إلى ضرورة امتلاك معرفة متعمقة بقواعد ولوائح إدارة مختلف أقسام الجماعة الإسلامية الأحمدية، مما سيساعدهم في مهمتهم المتمثلة في إحداث إصلاح أخلاقي وروحي لدى أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية.
وفي معرض تسليطه الضوء على المعايير الروحية السامية التي ينبغي أن يسعى دعاة الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى بلوغها، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"انظروا ما إذا كنتم تصلّون صلاة التهجد يوميًا لمدة ساعة على الأقل تدعون فيها لأهدافكم، وتدعون لتقدم الجماعة، ولنيل التوفيق لإنجاز الأعمال الموكلة إليكم. يجب على الداعية أن يراجع حالة صلواته الخمس المفروضة. يجب أداء الصلاة جماعة بانتظام دون عذر مشروع، ولا توجد استثناءات في ذلك. اهتموا بأداء السنن أيضا بالإضافة إلى الفروض، وانظروا إلى أي مدى تؤدونها بشروطها وبإتقان. لا تأتوا إلى الصلاة قبل دقيقتين من الصلاة جماعةً وتصلّوا ركعتين أو أربع ركعات على عجل وانتهى الأمر. يجب أداء السنن أيضًا بإتقان. هذا أيضًا من واجبات الداعية. إذا أظهرتم القدوة، فسيتبع الآخرون قدوتكم".
ثم أشار حضرته إلى أنه، سواءً عُيّن الداعية في إحدى المكاتب أو أُرسل إلى الميدان، ينبغي عليه أن "يُولي اهتمامًا بالغًا لبناء علاقة وطيدة مع الله تعالى".
وفي معرض حديثه عن المعايير الأخلاقية المُتوقعة من الدعاة، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"يجب أن تكون سعة الصدر لديكم أكبر بكثير من الآخرين. إذا أجبتم أنتم أيضًا على أمرٍ ما بغضب، أو رددتم على اعتراضات الناس بحنق أو غضب أو بأسلوب غير لائق، أو أظهرتم الاشمئزاز ممن يتحدث إليكم أو يسألكم، فستكونون سببًا في زللهم. لم تُصبحوا دعاة لتكونوا سببًا في عثرات الناس، بل لتوفير الطمأنينة لهم، ولهدايتهم إلى الطريق المستقيم. فافهموا هذا الأمر جيدًا. يجب أن تكون معاملة الناس بالمحبة والمودة والأدب والاحترام من خصال الداعية".
وفي معرض حديثه للتسهيلات المُتاحة للدعاة في الوقت الحاضر، لفت حضرته الانتباه إلى المصاعب التي واجهها الكثيرون من قبلهم.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"اليوم، لدى الجماعة مواردها، ووفقًا لهذه الموارد، يُعتنى كثيرًا بالدعاة أو واقفي الحياة. قبل بضع سنوات، لم يكن الوضع كذلك. لقد عشتُ في غانا حيث كان راتب الواقف الشهري بالكاد يكفي للشهر كله، وأحيانًا كان لا يكفي حتى لخمسة عشر أو عشرين يومًا، لكنني رأيت العديد من الواقفين كانوا سعداء بما لديهم، ولم يشتكوا قط. ذلك لأنهم كانوا يعلمون أن النماذج التي قدموها لزوجاتهم وأطفالهم وأهمية وقف الحياة التي شرحوها لهم ستمنعهم من تقديم مطالب غير معقولة. وعندما لا تكون هناك مطالب غير معقولة من البيت، لا يكون هناك قلق"
وبالحديث عن تضحيات الدعاة في الماضي، أشار الخليفة إلى مثال داعية خدم في ظروفٍ بالغة الصعوبة، إذ كان يعيش أحيانًا على خبزٍ منقوعٍ في الماء. وبين حضرته أنه بالمقارنة مع تلك الأيام، فإن دعاة اليوم ينعمون براحةٍ وتسهيلاتٍ أكبر بكثير.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"ضعوا هذه الأمور نصب أعينكم وفكروا وتأملوا كيف ينبغي علينا أن نشكر الله تعالى على فضله الكبير وإحسانه العظيم. إن الله تعالى لا يدع عبده يموت جوعًا. لقد قدّم العديد من الدعاة تضحيات كبيرة".
وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"سواء الذين يدرسون أو الذين تخرجوا اليوم أو الذين هم في ميدان العمل، بأننا سنحقق عهد الوقف بطريقة تكون خالصة من أجل نيل رضا الله تعالى، ولا ندع أي نوع من الرغبات الدنيوية تهيمن علينا، وأينما كان تعييننا للخدمة علينا أن نُعدّ أنفسنا دائماً لكل تضحية من أجل مهمات الدين".
وفي ختام خطابه، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"عليكم أن تجهزوا أنفسكم للتضحية في جميع الأوقات. فإن مصدر السعادة الحقيقية هو هذا العهد وليس الحصول على شهادة اليوم، لأن عزيمة مثل هؤلاء وعهودهم تُحدث ثورة في العالم. وقد انضممتم إلى جنود واقفي الحياة تحت راية المسيح الموعود عليه السلام لإقامة حكومة الله الواحد في العالم كله، ورفع راية سيدنا محمد رسول الله ﷺ في كل زاوية من زوايا العالم.
فإذا قطعتم هذا العهد، فإنه يتطلب أيضًا جهودًا عملية، وعندما يكون هناك جهد عملي، فإنه سيجعلكم وارثين لفضل الله تعالى أيضا، ومن حصل على فضل الله تعالى، فماذا يريد أكثر من ذلك؟ نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لنكون من الذين يحظون بهذا الفضل. آمين."
واختتم الحفل بالدعاء الصامت الذي أمّه حضرة الخليفة.